الكرم طبع عند البدو

بسم الله الرحمن الرحيم
الكرم طبيعه متأصله عند البدو.
حدثنى أخى الكبير أنه عندما كان طفلا صغيرا , رافق والدى رحمه الله
فى رحلة الى السوق لبيع بعض الماعز وكان السوق بعيدا والسيارات
غير متوفره فى تلك الأيام,فقال: سرنا من الضحى متجهين الى السوق
وكانت الماعز ترعى ما تجده أثناء سيرها وكان سيرنا الهوينا حتى نترك للدواب الفرصه لكى ترعى فلا طعام ألا ما قد ترعاه أثناء السير, وعندما حان الظهر فتحنا صرة الطعام الذى زودتنا به الوالده وتناولنا غدائنا ثم تابعنا سيرنا
وماعزنا ترعى ما تجده من عشب وأقتربت الشمس من المغيب وكنا قد قطعنا معظم الطريق ولكن السوق لا يزال بعيدا ولا بد من المبيت فقد بلغ منا التعب مابلغ وكذلك دويباتنا.رأينا فى طريقنا ما يشبه الخيمه نصفها
من القماش والنصف الآخر حطبا وقشا وبجانبها رجل فى الخمسين من العمر يوقد نارا, القى اليه والدى التحيه فتنبه الرجل ورد التحيه وقال من فوره تفضل فما كان من والدى ألا أن أتجه نحوه الى أن وصل وهب الرجل واقفا مبتسما وسلم على والدى ثم إستدار نحوى وسلم على ّ, وحيّانا بكلمات ملؤها الترحاب والبشاشه وكأنه يعرفنا وجلسنا قبالته مفترشين جميعنا الأرض وبدأ الرجل يصنع القهوه ,ونظرت واذا بالعجوز تعجن ثم أوقدت النار ووضعت فيها شيئا مستديرا , وخبزت ما عجنته وكانت القهوه قد جهزت فشرب الرجل ووالدى القهوه وأحضرت لى العجوز بعض السكر وصب الرجل لى قهوه فوق السكر وحرك الرجل السكر بعود التقطه من الحطب وقدم لى القهوه المحلاه, جلسنا هنيهه ثم أحضرت لنا العجوز العشاء وكان سلطة من عجر البطيخ وبعض الخبز وتعشينا وكنت أغالب النعاس ولما فرغت من الطعام لاحظت العجوز نعاسى فرمت لى قطعة من الخيش فرحت فى نوم
عميق وكان آخر ما سمعته أن الرجل يسأل والدى(منين الرجل ؟) فعرفت حينها أنه لم يكن يعرف أبى.